My own version Of "Zarqa' al Yamama" story
*ما لم تره زرقاء اليمامة*
*ما لم تره زرقاء اليمامة*
لا تسألوني ما ذنب البيوت التي حرقت و الأطفال التي قتلت، و حبيبتي زرقاء التي اقتلعوا عينيها، لم أخطط لكل ذلك ولا أتحمل ذنبه وحدي، لذلك سأحكي لكم القصة من البداية:
بدأت الحكاية عندما سيقت "شموس" أخت سيد جديس " الأسود بن غفار" إلى ملك طسم" العمليق" يوم زفاها و قبل زواجها كما كان يُفعل مع كل بنات قبيلة جديس . استغاثت شموس بأخيها أن ينقذها من هذا الظالم ويقف له لكنه رفض. حينما أخذها الجنود لم يراها أحد بعد ذلك، لم تعود إلى قبيلتها ولم تغادر طسم قط.... هذا ما يعرفه الناس لكن الحقيقة بدأت قبل ذلك، عندما رفض سيد جديس أن يزوجني أخته واستهزأ بي و أذلني هو و أهل القبيلة. فما كان مني إلا أنني ذهبت إلى عمليق و عرضت عليه صفقة ما استطاع الشيطان نفسه رفضها و الحق أنه ما فعل. فأمر جنوده أنه كلما زُفت فتاة بكر من جديس سيقت إليه أولا قبل زواجها. فأذل أهل جديس و كسر شوكتهم . وصل بهم الحال أنهم كانوا يزوجوا بناتهم في السر و رغم ذلك كان يعلم. كنت بينهم أعلم خباياهم و أسرارهم و أخبره بذلك. حتى جاء دور شموس و أرادوا أن يزوجوها شخصا غيري، فأوفى عمليق بوعده لي. سيقت إليه كأي بكر سبقتها لكنه لم يلمسها، سلمها لي و خبأتها بدهائي حيثما لن يعثر عليها أحد قط. غيرنا ملابسها، كحلنا أعينيها بالأثمد فتغير لون سواد عينيها. أسميتها زرقاء لما فعل الأثمد بعينيها و خبأتها بينهم و لم يعرفها أحد. ولجهلهم أعتقدوا أنها ساحرة، فأكملت لهم قصتهم تلك وأخبرتهم أنها تعلم المستقبل و ترى ما يحدث مسيرة ثلاثة أيام كما ترانا الأن. أخبرتها بخطط عمليق قبل أن تحدث، و هي بدورها تنشر تلك الأخبار فذاع صيتها بين القبائل. و لما شك عمليق أنني من أفشي أسراره أعد خطته لقتلي ووجب علي الحراك. فكانت خطواتي أسرع من خطواته، فزرعنا السخط في قلوب شعب جديس، وأشعلنا النيران في صدورهم حتى غلى الدم في العروق. و في ليلة هادئة تشبه هدوء الرمال قُبيل العاصفة أغارت قبيلة جديس على قبيلة طسم و ملكها الظالم فأبادوهم وما أبقوا منهم أحداً. ثاروا و ثأروا منه لفتياتهم البكر الائي أستحل أجسامهم بظلمه. و في لليلة نفسها خرجت مسرعاً صوب حمير أطلب النجدة من ملكهم كأني آخر الناجين من قبيلة طسم المساكين. لكنني لم أعلم أنه يمكن للسحر أن ينقلب على الساحر. وجدت جيش حمير في أشد عتاده، مستعدين للإغارة على جديس. غيرت خطتي و حاولت أن أحبط هذه الغارة، تحدثت إلى الملك وحاولت تحذيره و أخبرته أن لديهم ساحرة بصارة ستكشف جنودك قبل وصولهم بثلاثة أيام و ياليتني ما فعلت. ما زاده ذلك إلا إصرارا. علمت بعد ذلك أنه أعد حيلة ذكية و حشد ذلك الجيش لقتل تلك الساحرة و إبطال سحرها، و الحق أنه ما كان سحراً قط. أسروني و تحركت مع الجيش المتجه إلى جديس و حالما أقتربنا حمل كل جندي بعض من فروع الأشجار فستتروا بها تماما كأنهم غابة متحركة. أردت تحذير حبيبتي سموش أو من هي معرفة الأن بأسم زرقاء اليمامة، أردت تحذيرها لكن تلك المرة ما استطعت مراوغة قدري فكانت خطواته أسرع و ذلت قدمي فأصبحت سجيناً أنتظر أن أرى نهايتي. على الجانب الأخر كانت زرقاء تحذر قومها أنها رأت أشجارا تتحرك قادمة نحوهم لا أعلم كيف رأت زرقاء هذا الجيش لكنني أصدق أنها فعلت ،لكنهم ما استجابوا لها. ملأت فرحة الانتصار قلوبهم و أخذتهم العزة فغشيت أبصارهم. كأنهم حشوا أعينهم بالأثمد فلم يروا شيئاً. دخل الجيش جديس فقتلوا شعبها و هدموا بيوتها بحثا عن زرقاء، وحينما وجدوها أخذوها للمك فأقتلع عيناها فما وجد إلا الدماء مختلطة بسواد الأثمد. أمر بقتلها لكنها لم تمت قط . فبحيلة ذكية أغلفت الجنود وهربنا. لا تسألوني ما ذنب البيوت التي حرقت و الأطفال التي قتلت، و حبيبتي زرقاء التي اقتلعوا عينيها، لم أخطط لكل ذلك ولا أتحمل ذنبه وحدي. لكن الجانب المشرق أن زرقاء أكثر بصيرة الأن بعدما منحتها عيناي ولا أعلم كيف رأت بهم. وأتمنى ألا ترى ما فعلت.
